وللمسرحية الشعرية المعاصرة خصائص تميزها من خصائص المسرحية التقليدية، وليس من الضرورة أن تكون هذه الخصائص جديدة كل الجدة، فالرمز واللغة والحوار والشخصيات والصراع هنا وهناك، ولكن خصائص هذه العناصر الفنية هنا غيرها في المسرحية الشعرية التقليدية، فهي متطورة أو مختلفة عنها، ولذلك كان لابد من الوقوف عندها لاستجلاء ملامحها العامة.
إن اللجوء إلى التعبير بالرموز ظاهرة جديرة بالانتباه في المسرحية الشعرية المعاصرة، فمن طبيعة الشعر الغموض والشفافية والإيحاء، وإذا تلاقى ذلك بالرمز تفتح فيه ذهن المتفرج على دلالات متعددة، وأصبح النص ثرياً بمحموله وتأويلاته، فاللامباشرة في التعبير من أهم خصائص الشعر، وهي تمنح الشخوص المسرحية ثراءً دلالياً ولذلك اتكأ بعض شعراء المسرحية الشعرية المعاصرة على الرموز للتعبير عما يريدون التعبير عنه
يتصل الحوار باللغة والشخصيات في المسرحية، وهو الأداة الرئيسة التي يبرهن بها الكاتب على فكرته، ويكشف بها عن شخصياته، ويمضي بها في الصراع إلى غايته، ولايكون الحوار موظفاً إلا إذا كان صادراً عن الشخصية التي تستخدمه، ويختلف الحوار باختلاف المواقف، ففي المواقف الوجدانية، كالعشق والغرام والحديث عن الذات، تكون العبارات رقيقة غنائية متدفقة، ويكون الخيال حراً طليقاً، وإذا كانت الشخصية تتطلب الجدلية والتفكير تكون الجمل رزينة متزنة منطقية، ويتجلى التوسل والتضرع في الحوار حين تكون الشخصية في موقف الضعف، وهكذا يكشف الحوار في المسرحية الشعرية المعاصرة عن طبيعة الشخصيات ومكنوناتها ونوازعها وصفاتها وخصائصها.
للشخصية دور هام في المسرحية، وبخاصة إذا كانت مهيأة للصراع، واستطاع الشاعر أن يرسمها من داخلها ويظهر تناقضاتها وتوترها،وإذا كان القدر هو الذي يحرك الشخصيات والأحداث في المأساة الإغريقية فإن دور القدر قد اختفى في المسرحيات الشعرية المعاصرة، وبرز الإنسان ليحتل مكانه، فالشخصيات هي التي ترسم مصائرها، وهذا واضح في معظم هذه المسرحيات، فهو صراع بين شخصيات إيجابية وشخصيات سلبية، ولا تمثل هذه الشخصيات نفسها بقدر ما تمثل خلفيات اجتماعية،
ويخلق التضاد في طبيعة الشخصيات ثنائيات ضدية ومواقف مختلفة ومصالح متغايرة، فيكون الصراع على أشده داخلياً وخارجياً، والشخصية في المسرحية غيرها في الحياة، فهي فنياً تكون كاملة ذات صفات واحدة وإن كانت نامية، وقد تظهر أحياناً على غير حقيقتها، ولكن ذلك لا يكون إلا لتدعيم هذه الحقيقة.
د. خليل موسى ،المسرحية في الأدب العربي الحديث ،منشورات اتحاد الكتاب العرب (بتصرف)
أكتب موضوعا إنشائيا محكم التصميم ،تحلل فيه النص وفق خطوات القراءة المنهجية مسترشدا بما يلي:
ـ حدد القضية الأساسية في النص( 2نقط)
ـ تتبع أثر التعبير بالرموز على المسرح الشعري المعاصر(3نقط)
ـ استخلص وضعية الحوار في المسرح الشعري (3نقط)
ـ حدد القوة الانجازية للأفعال الكلامية الواردة في النص(2نقط)
ـ تتبع مظاهر الاتساق المعجمي في النص(2نقط)
المؤلفات: (6 نقط)
"وغاب الرجل برهة ثم عاد حاملا على يديه عامودا متوسطا من الكتب ،فوضعه وسط الحجرة .وقام سعيد إلى المجموعة فتناول كتابا إثر آخر وهو يقول بأسف:
ـ ضاع أكثرها حقا..
وضحك المخبر متسائلا ك
ـ من أين لك هذا العلم ؟
ثم وهو ينهض معلنا انتهاء المقابلة :
ـ أكنت تسرق فيما تسرق الكتب؟. وابتسم الجميج ولكن سعيد أقبل يحمل الكتب دون أن يبتسم .
نجيب محفوظ،اللص والكلاب، دار مصر للطباعة،الفصل الأول ،ص: 17
انطلق من المقطع ،ومن قراءتك للمؤلف ،لكتابة موضوع إنشائي متكامل معتمدا ما يأتي:
ـ حدد الوضعية التي يمثلها المقطع ضمن متواليات الخطاطة السردية للمؤلف.
ـ تتبع الوضعية السردية من خلال حضور السارد في المقطع.
ـ حدد مكونات النموذج ألعاملي في المقطع ونظام العلاقات بين العوامل.